عبر وسائل اتصالية مختلفة كانت الدعوة مقدمة لكل أسرة عمانية تحتضن وتربي مواطنا عمانيا مصابا بالمرض الشهير الذي بات يؤرق العالم: التوحد. وعبر وزارة التنمية الاجتماعية وقنواتها الإعلامية والاتصالية تم التشديد على أهمية حضور هذا اللقاء الذي سيجمع عائلات التوحد بمسؤولي وزارة التنمية الاجتماعية للوقوف على المشكلات التي تؤرق المواطنين الذين يتعاملون مع هذه الحالات ودور الحكومة والجمعيات الأهلية في مساندة عائلات التوحد.
تقول أم الخطاب – أم لطفل متوحد وأحد الحضور- : كان الوضع العام مليئا بالتشنجات والغضب من جانب أهالي المتوحدين، وتم منع التصوير أو التسجيل لما يحدث في القاعة. ابتدأت الجلسة بتقديم الوزارة لبرنامجها الذي يعرض خططا تم تنفيذها لأجل التوحد منها ابتعاث عدد من أولياء الأمور للولايات المتحدة للتدريب على برنامج السن رايز وهو برنامج عالمي معتمد للتعاطي مع المصابين مع التوحد بعد جهود كبيرة ومطالبات من جانب الأهالي بذلك. بعدها تم تقديم المطالب وهي : اشهار الجمعية العمانية للتوحد، وإنشاء مراكز تغطي جميع محافظات السلطنة، وتكون مهيأة بكاملها بما يخص التوحد من كوادر متخصصة وأجهزة ومراقبة عمل هذه المراكز، وأيضا عمل بطاقة خاصة للتوحد تكون لها مميزات يختص بها الطفل في التعامل في جميع الوحدات، وأيضا التعاون مع وزارة الصحة بشأن مراكز وعيادات لتشخيص التوحد في جميع المحافظات. والتعاون ايضا مع وزارة التربية بفتح فصول تدمج أطفال التوحد؛ ليجدوا حقوقهم من التعليم؛ فالكثير منهم في المنزل وبلغت أعمارهم العشرين عاما ولم يحصلوا على تعليمهم، وأيضا تغيير قانون العمل بما يناسب المرأة العاملة – أم التوحدي- فحصولها على التقاعد لأجل العناية بطفلها ايجاد حلول للمعاناة التي نعانيها مع التوحدي، ورفع راتب التوحدي لأن الأعباء كثيرة على الأهالي .
لا خطة زمنية لمعالجة معاناة أسر التوحد
تقول أم الخطاب بأن الوزارة على لسان وزيرها وعدت بتطبيق خطة لدراسة المطالب السابقة والتي باتت لديها لسنوات – حسب ذكرها -. لكن الوزير وهو المسؤول عن اتخاذ القرارات لم يمنح العائلات التي حضرت للاجتماع فتره زمنية محددة للتنفيذ، بل كان الاجتماع مهتما بسماع المطالب فقط.
جميلة الزدجالية و هي من حضور اللقاء تقول: ذهبنا كأولياء أمور إلى الاجتماع الذي دعا إليه وزير التنمية عبر الصحف كل أهالي التوحد. حيث كانت القاعة قد امتلأت، والأعداد وصلت إلى المئات من أهالي مرضى التوحد والمهتمين بهذا المرض .
لا أحد يهتم بقضية التوحد أكثر منا !
تقول جميلة الزدجالية: ” منذ بدء الاجتماع، غرقت القاعة في غضب عارم من قبل الآباء و الأمهات الذين سردوا قصص التوحد والمعاناة. لم تقدم لنا وزارة التنمية شيء سوى سرد لجهودهم التي لا ترقى لمستوى المعاناة التي تعيشها أجيال كاملة محرومة من التعليم والتأهيل والرعاية الصحية. ولكن رغم كل الخيبة التي أحسسنا بها يجب أن نوجه تحية لوكيل وزارة التنمية الذي بدا مصغيا لكل صغيرة وكبيرة مثقفا و رزينا ومهتما و محترما جدا؛ فنحن معه فعلا أحسسنا بالتواصل”.
و تضيف الزدجالية معبرة عن ما جرى في اللقاء وما تم تداوله في الصحف العمانية لاحقا: ” اللقاء كان غير مجدي بالنسبة لنا كأهالي لأننا خرجنا بنفس التساؤلات كما دخلنا بها .لا زلنا في مرحلة الوعود والأماني وتشكيل اللجان وهذا دليل قاطع على عدم ادراك سوء القضية وتأزمها؛ فتقديم المسؤول للحجج بدلا من الاعتراف بالمشكلة ليس سوى تهربا من معالجتها. لقد تحجج الوزير بأن عمان دولة شابة وصغيرة العمر؛ فهل هي اقل دول عربية وخليجية مجاورة وخطت تجارب متقدمة في هذا المجال؟! “.
تتحدث الزدجالية : ” لقد أبكى الحاضرين صوت أم شكت بأنها غير قادرة على توفير لقمة العيش المناسبة لطفلتها أو شراء بعض المكملات الغذائية لضيق ذات اليد بعد انتقالها إلى مسقط لتأهيل ابنتها؛ فزوجها يعمل من الصباح حتى الثامنة مساء، وهي تعمل بمهنة الخياطة. فمن لمثل هؤلاء يا وطن؟!”
وفي وسم #لقاء_وزير_التنمية_مع _عائلات _التوحد عبر الموقع التواصلي تويتر، تحدث بعض المغردين عن الخطوات القادمة في التخفيف من وطأة المعاناة لهذه الأسر، ‘إذ يعتزم الأهالي تكثيف الخطاب للجهات المسؤولة، وعرض القضية بصورة أوسع على وسائل الإعلام المختلفة للمطالبة بالاعتراف الرسمي بجمعية التوحد وإشهارها كجمعية حكومية، وتوفير راتب مادي شهري للطفل المتوحد، ودمج أطفال التوحد في المدارس لمدهم بالعلم والخبرات في مواجهة الحياة والتأقلم مع المجتمع، والتعاون مع وزارة الصحة لاستحداث برامج خاصة للتشخيص المبكر لهذا المرض المنتشر، وغيرها من المطالب.
متابعة : عيسى اليعقوبي