برزت في الآونة الأخيرة المجموعات الشبابية العمانية التي اقتحمت العالم البصري عبر الموقع الإجتماعي الشهير يوتيوب حيث يناقشون أبرز المشكلات والظواهر الاجتماعية والاقتصادية التي تنتقد بأسلوب هادف ممارسات وسلوكيات المجتمع العماني. يويتوب المجتمع العماني أصبح الظاهرة الأكثر جذبا للانتباه بين مستخدمي وناشطي الصفحات الإجتماعية.
برنامج طرف ثالث هو واحد من البرامج العمانية التي وجدت صداها بين المواطنين خلال الفترة الماضية. ويناقش البرنامج ضعف الاهتمام بالخبرات العمانية والكوادر الوطنية في وضع استراتيجيات المشاريع الحكومية المختلفة حيث يبدأ البرنامج تحت شعار ” الخبير العماني .. كنز وطني” . ويعتقد عيسى الصبحي مخرج برنامج طرف ثالث أن الرسالة على اليوتيوب كوسيلة اتصالية يمكن أن تجد صداها في المجتمع وذلك لطبيعة اليوتيوب الخارجة عن نطاق الرسمية والتحفظ الذي أصبح غير مرغوب فيه من قبل الجمهور، حيث يوضح أن طبيعة العمل تتمثل في ثلاث محاور تبدأ بمقدمة توضح المشكلة وبعدها يأتي استعراض للخبير وقدراته وسبب تجاهل المسؤولين له، وفي الأخير مناشدة لمدى أهمية تبني قدرات هذا الخبير والفوائد التي ستتحقق جراء ذلك.
ويشير الصبحي أن البرنامج سوف يستمر لمواسم عدة حيث يأتي الموسم الأول “الخبير العماني كنز وطني” ليعبر “بشفافية وواقعية” عن سبب تجنب المسؤولين للخبير المحلي، وسيناقش في المواسم القادمة معتقدات سلبية مختلفة. أما عن أهم النتائج التي يسعى فريق العمل لتحقيقها هي تقليص الفجوة بين المسؤولين وأصحاب الخبرات.
ويؤكد الصبحي أن الدعم المادي يشكل تحدي للفريق فكلما مضوا قدما زادت التكاليف والتحديات حيث أن العمل الحالي متواصل بتبرعات شخصية من قبل فريق العمل الذي ينتظر الدعم من المؤسسات المحلية. و حول اختيار المواضيع والأفكار يقول الصبحي: يتم اختيار المواضيع بمساعدة فريق بحث متخصص لمعرفة الموضوعات والأفكار الأكثر تأثيرا. ويضيف: أن شبكات التواصل الاجتماعية تمثل في حاضرنا المحرك الأساسي في استقطاب الجماهير والمتابعين لأي حدث مهم في العالم ، وعن طريقها يروج الشباب لبرامجهم وأفكارهم وأهدافهم وبها يكسبون القاعدة الجماهيرية التي تدعمهم معنويا لمواصلة الطريق.
يقول الصبحي : دائما ما تكون هناك صعوبات قانونية وراء المقاطع التي ننشرها وذلك بأن بعض المقاطع الموسيقية المستخدمه في برامجنا تحتوي على حقوق النشر في اليوتيوب مما سبب لنا احراجا حول عدم قانونية استخدام مثل هذه المقاطع.
برنامج حقي الذي بدأ كمشروع تخرج لطلاب جامعة السلطان قابوس في بداية العام الحالي يهتم بالتوعية القانونية من منطلق الحقوق التي تكفلها القوانين العمانية. وتشير آمنة اللواتي – مخرجة ومنتجة للبرنامج – أن فكرة حقي برزت كمبادرة لتوعية حقوقية عبر التدوين في نهاية عام 2012 ثم تم الاتجاه لتحويلها إلى برنامج يوتيوبي كمشروع تخرج لطلاب قسم الاعلام . وتقول اللواتية أن تقديم الرسالة من خلال اليوتيوب يمكن أن تجد صداها خاصة إذا ما علمنا أن عدد مستخدمي الانترنت في العالم في ازدياد وكذلك في سلطنة عمان بالإضافة إلى أن تقديم المعلومة بصورة مرئية أكثر تأثيرا وترسيخا من تقديمها مكتوبة أو على شكل نصوص فقط، وتضيف: وضعنا في اعتبارنا صعوبة تشغيل مقاطع اليوتيوب التي يواجهها المتلقي ومستخدم الإنترنت لذلك قمنا بجعل حلقات برنامج حقي قصيرة وتسلط الضوء على أبرز النقاط أو المواد القانونية حول موضوع ما في وقت قصير، كما قمنا بتفعيل مدونة يتم من خلالها توفير النصوص القانونية كاملة بعد ما يتم توفرها بالتعاون مع شبكة عمان القانونية. وتضيف: الرؤية العامة لمشروع حقي هي تعريف المشاهد بالقوانين العمانية من منطلق الحقوق التي تكفلها هذه القوانين من خلال مقطع قصير بمشاركة المختصين والخبراء القانونين.
وتشير إلى أن أبرز الصعوبات التي تواجه فريق العمل تتمثل في توفر الرعاية لتنفيذ الحلقات فتصوير الفيديو بحاجة لأجهزة معينة حتى يخرج العمل بصورة لائقة وهذه بدورها بحاجة الى مبالغ مالية وكذلك من الصعوبات تعاون الجهات المعنية للمشاركة في الحلقات فبعض الأفراد والجهات ترفض المشاركة أو التسجيل، وتوفير المعلومات والإحصائيات التي نحتاجها أحيانا.
وتقول اللواتية أن الشبكات الاجتماعية هي مناخ فعال لمعرفة المواضيع التي تهم الشريحة الاوسع وتسهيل مهام اجراء استطلاعات الرأي وكذلك التواصل مع الخبراء والمختصين والتواصل مع ضيوف الحلقة والتسويق للمشروع.
رسالة هو واحد من البرامج التي بدأت عبر اليوتيوب رغم الانقطاع المستمر للبرنامج. يونس الرواحي – وهو أحد معدي البرنامج – يقول: ولدت رسالة للعالم اليوتيوبي من منطلق نقد الممارسات المجتمعية بشكل رئيسي ويقدم البرنامج سامي البوصافي ويشرف علي كتابة النصوص يونس الحراصي وطاهر الحراصي وهناك عدد من الشباب المشاركين في البرنامج. ويقول: أصبحت شريحة كبيرة في المجتمع اليوم تمتلك أدوات الاتصال بالتقنيات الحديثة مثل الهواتف الذكية التي جعلت من الوصول لهذه المواد سهلا ومتاحا في أي مكان وزمان خلافا عن الأدوات التقليدية الأخرى، ولذا من السهل أن تخلق مثل هذه البرامج اليوتيوبية صداها في المجتمع.
ويتحدث الحراصي عن رؤية البرنامج قائلا : رؤية البرنامج هي تقديم مواد نقدية مجتمعية ساخرة قريبة من مختلف شرائح الجمهور المستهدف، حيث يتم اختيار المواضيع من المجتمع وتعود لتقدير واجتهاد فريق العمل مسألة ترتيبها واختيار زوايا طرحها. ويضيف: شبكات التواصل الاجتماعي هي المنصة لطرح هذه البرنامج وإحدى قنوات استقراء ردة الفعل عليه وأيضا تحديد الأفكار لمواضيع البرنامج.
متابعة: حمد الهاشمي