على الرغم من الانتشار لعدد من الدراسات المحلية والدولية، والتي تشير إلى تفوق السلطنة في التصميم الهندسي ومستوى المعايير التي يتم بها تصميم الطرقات، إلى أن المواطن لا يزال يعاني من تلك الحفر التي تصادفه بين الحين والآخر وهو يقود مركبته في مختلف الطرقات الرئيسية والفرعية. وعلى الرغم من النتائج الايجابية التي أفضتها دراسة عالميه تم نشرها خلال الفترة الماضية لمستوى الشوارع في السلطنة – بناء على آراء 78 رجل أعمال واقتصاد- وقالت فيها “أن شوارع السلطنة تأتي في المركز الثالث عالميا من حيث جودة الطرقات ومعايير التصميم”، استنكر مغردون على تويتر نتائج الدراسة معتبرين أنها لا تمثل الواقع المرير الذي يلازم طرقاتنا، في حين أكد أحد المغردين أن هكذا دراسات قد تكون مجرد رصد لآراء مشاركين، ولا تستند لأرقام حقيقية.
عدد الوفيات خلال الأشهر الماضية جراء انشاءات الطرق بلغ 8 أشخاص
ويوميا تتلقى جهات حكومية وإعلامية عدد من البلاغات لمتضررين من عيوب الطريق والحفر التي تزداد عقب المشاريع التي تنفذها الشركات، ولكن عجلة إدارة الصيانة والإصلاح لمثل هذه الطرقات تبدو بطيئة – بحسب مواطنين -. وفي الوقت الذي تعاني فيه السلطنة من شبح الحوادث المرورية التي تتعدد أسبابها، تظهر الطرقات ومشكلاتها وعيوبها كسبب رئيسي للحوادث استنادا لإحصائيات الادارة العامة بالمرور بشرطة عمان السلطانية. وتشير الارقام والإحصائيات إلى أن عدد الحوادث الواقعه خلال الأشهر الماضية جراء انشاءات الطرق إلى حوالي 11 حادث مروري، وعدد وفيات بلغ 8 أشخاص، وإصابات تقدر ب 11 اصابة.
سوء التنفيذ والتخطيط الهندسي للشارع من الأسباب الفعلية لتشكل الحفر والتشققات في الطرقات
يقول سعيد الشرياني مهندس بلدي ببلدية بهلا: من الأسباب الفعلية لتشكل الحفر والتشققات في الطرقات: سوء التنفيذ والتخطيط الهندسي للشارع, وعدم وجود أنظمة حماية من مجاري الأدوية أو بالأساس عدم وجود أنظمة تصريف فعالة لمجاري الأودية، مما يؤدي الى تآكل الإسفلت نتيجة العبور المستمر للمركبات، وتأثر الشارع وظهور الحفر وغيرها من المتلفات للشارع. في العادة لا تؤثر الحوادث المرورية في تشقق الشارع إلا في حالة احتراق المركبات في الحادث الذي يساهم في تآكل الإسفلت؛ وبالتالي تشققه.
ويضيف: تستخدم الشركات مواد رديئة وليست ذات جودة عالية فيما يعد استغلالا للمبالغ الطائلة التي تقدمها الحكومة نظير المشاريع المختلفة, ويتم تجاهل مراقبة هذه المواد بسبب قلة الخبرة والدراية في المجال, إضافة إلا أن البعض منها لا تستخدم المعايير الصحيحة في رصف وصيانة الطرق كترصين الأسفلت والتربة جيدا أو أنها تستخدم التربة الرملية الغير صالحة للاستعمال في الشوارع أساسا, وذلك لإنجاز العمل بصورة سريعة والانتقال لمشروع آخر.لا توجد شركة مخصصة أو فريق متخصص ليقوم بصيانة الشوارع من الحفريات, إلا فيما يتعلق بإسناد مناقصات لشركات معينة, ويتطلب الأمر وقتا طويلا الى ان يتم صيانة الحفر, كما أن الجهات المعنية كفروع البلديات حول السلطنة تقوم بدورها في مراقبة اعمال الشركات, إلا انه في كثير من الأحيان لا يتم اعادة الطرق كما كانت عليه سابقا, فتترك مع وجود هبوط او عدم رصف كلي, والسبب في ذلك لعدم اسناد المناقصة الى شركات متخصصة في صيانة الطرق. بينما يتم غالبا تلقي البلاغات من المواطنين لكن التعامل معها يتسم بالبطء الشديد وذلك ينعكس سلبا على حياة المواطن المتأثر بمشكلات هذه الطرقات يوميا”.
وحول الحلول المقترحة يضيف:هناك العديد من المشاريع والحلول من شركات يابانية وأخرى امريكية لتصليح حفر الشوارع،واستنادا الى بلاغات المواطنين وبالتعاون مع البلديات ووجود الامكانيات اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع لابد من أن يتم تشكيل الفريق المتخصص والمؤهل لصيانة الطرق واستخدام الاجهزة الحديثة، اضافة إلى الاهتمام بالدورات التدريبية اللازمة للكوادر التي ستتولى عملية الصيانة، كما يجب طرح تخصصات حول هذا الجانب المرتبط بهندسة الطرق.
ويقول عبدالله بن سليمان الشقصي موظف بوزارة البلديات: يجب دراسة المشاريع المتاحة والتي يمكن ان تخدم هذا الجانب من هندسة الطرق بتعمق، للتمكن من تطبيقها في الخطط المستقبلية القادمة, بالإضافة إلى أنه ينبغي توفير فرق مستقلة لرقابة أعمال صيانة الطرق، والتأكد من جودة العمل.
جودة شارع المعبيلة بمسقط القريب من محل إقامتي لا تتناسب مع مركز السلطنة في تقرير التنافسية العالمي
ويقول محمد المحرمي موظف حكومي: – جودة شارع المعبيلة بمسقط القريب من محل إقامتي لا تتناسب مع مركز السلطنة في تقرير التنافسية العالمي, فهناك العديد من الحفر الصغيرة والتي تتطاير منها الحجارة، وتؤثر على زجاج المركبة فتخدشها وتكسرها أحيانا وقد تؤثر على السائق بنفسه. أرى أن حال الشوارع سيكون من السيئ الى الأسوأ في حال تغييب الرقابة الحقيقية على المشاريع وتقييم الشوارع بعد الأمطار.
انكسر زجاج مركبتي اكثر من مرتين بسبب سوء الطرق
سعيد الربخي موظف بشرطة عمان السلطانية، يقول :” انكسر زجاج مركبتي اكثر من مرتين بسبب سوء الطرق, وعند تقديم البلاغات لا ألتمس أي صيانة للموقع, وأحيانا اتعجب من سوء بعض الطرق بالأخص في الحارات الداخلية من المنطقة المحيطة بي , حيث قامت شركة “تاول” مؤخرا بتكسير الشوارع لإدخال انابيب المياه التي يتم توصيلها من محطات تحلية المياه, وبعد ذلك تركت الشارع وبه عيوب تؤثر بشكل خطر على السائق ومستخدمي الطرق بصفة عامة “.
علي العزواني من سكان ولاية نزوى يقول: قمت بإرسال اكثر من بلاغ لإدارة بلدية نزوى بسبب الأضرار التي تعرضت لها من سوء الطرق, ولكن يتم التأخر في النظر حول البلاغ كما أن الطرق ليست مؤمنة بالدرجة المطلوبة وفق المبالغ التي تخصص لمشاريع الصيانة.
متابعة: زينب الربخية وهدى الصارخية