الحالة الحقوقية في الخليج العربي أحد مؤشرات تراجع الحرية وتصاعد انتهاكات حقوق الإنسان، وهي دليل متين على بطش السلطات وقمعها لأي معارض لها، ومدى انزعاجها كذلك من أي أنشطة فكرية تناقش الأوضاع السياسية أو الحقوقية التي ترصد وتوثّق الانتهاكات وكذلك تطالب بالعدالة والمساواة وتوفير أساس حقوقي للمواطن الخليجي يضمن له حرية الرأي والتعبير والمعتقد وغير ذلك. في مواطن، نقدم لكم تقريرنا الشهريّ الموجز والذي يتناول عددا من الحالات لدول خليجية مختلفة.
البحرين
شهدت البحرين هذا الشهر انتهاكات حقوقية عدّة، تنوعت بين التحقيقات غير الرسمية، ومنع من السفر، والاعتقالات.
منع السفر:
رضي الموسوي، الأمين العام السابق لجمعية وعد، تمّ منعه من السفر، في حملة تستهدف العديد من ناشطي حقوق الإنسان في البحرين، الذين عملت الحكومة البحرينية على تضييق الحريات ضدهم عبر منعهم من السفر.
كما منعت الناشطة فاطمة الحلواجي من السفر كذلك. ويأتي المنع للناشطين بسبب دورة مجلس حقوق الإنسان المنعقدة في جنيف.
الناشط والكاتب عبدالنبي العكري، مُنع من السفر وتمّ توجيه تهمة المشاركة في تجمهر غير مرخص، فق لمنعه من المشاركة في دورة مجلس حقوق الإنسان في جنيف. كذلك شمل منع السفر الناشطة جليلة السلمان.
التحقيق:
تمّ استدعاء الناشطة الحقوقية زينب عبدالله، وذلك بعد محاصر منزلها بمدرعات للشرطة فقط من أجل تسليمها إحضارية تطلب منها المثول أمام النيابة العامة للتحقيق معها.
الناشط الحقوقي فيصل هيّات، تم التحقيق معه كذلك، وتوجيه تهمة المشاركة في مسيرة احتجاجية غير مرخص لها، وهو ما نفاه الناشط حسب ما صرح به في حساباته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
الناشط الحقوقي المخضرم، إبراهيم شريف، تعرّض هو الآخر لاستدعاء للتحقيق معه بتهمة مشاركته في مظاهرة ورفعه شعارات ضد السلطة.
استدعاءات التحقيق شملت كذلك ناشطين آخرين عدّة مثل حسين رضي وأحمد رضي وإيناس عون وأحمد الصفّار.
السعودية
اعتقالات واسعة شهدتها السعودية في شهر سبتمبر طالت العديد من الكتّاب والدعاة والشعراء وغيرهم من الشخصيات، في حملة قمع تُعدّ هي الأوسع حسب العديد من منظمات حقوق الإنسان. وكانت السلطات السعودية اعتقلت الداعية سلمان العودة بسبب تغريدة له في تويتر تمنّى فيها الصلح بين السعودية وقطر وانتهاء الخلاف بينهما. ولكن دائرة الاعتقالات توسعت لتشمل دعاة وكتاب مثل علي العمري وعبدالله المالكي وحسن فرحان المالكي والشاعر زياد بخيت والداعية عوض القرني وغيرهم.
ووصف يحيى عسيري، مدير ومؤسس منظمة القسط لحقوق الإنسان أن هذه الحملة التي بدأت يوم 9 سبتمبر/أيلول 2017 ولا زالت مستمرة، هي معاقبة على الصمت وليس الرأي فقط، وأن السلطات السعودية هي الخاسر الأكبر. وكما ذكرت منظمة القسط، فإن حملة الاعتقالات شملت كتابا ودعاة وإعلاميين وصحفيين، من ضمنهم نساء.
قطر
سحب الحنسيات:
قامت الحكومة القطرية، وبسبب تداعيات أزمة الخلاف مع دول الحصار الخليجية الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) بالإضافة إلى مصر، بسحب جنسية عدد من مواطنيها، وذلك لانتقادهم طريقة تعامل قطر مع الأزمة. وكانت قطر في بداية شهر سبتمبر سحبت جنسية شيخ قبيلة آل مرة، طالب بن لاهوم بن شريم، وآخرين من عائلته فاق عددهم الخمسين. ولاحقا أقدمت السلطات على سحب جنسية الشيخ شافي ناصر الهاجري، شيخ قبيلة شمل الهواجر ومعه مجموعة من عائلته.
وفي 30 سبتمبر، أقدمت السلطات القطرية على سحب جنسية الشاعر محمد بن فطيس المري، المعروف بـ”شاعر المليون”. وذلك بعد ظهوره على إحدى الفضائيات ينتقد فيها تعامل النظام القطري مع الأزمة الحالية.
وتذكر مواطن، أنّ تعامل السعودية وقطر مع الأزمة الحالية، تمثّل في القمع والسجن للمنتقدين على الجانبين.