عارضة أزياء مصرية ترتدي زياً حديثاً مستوحىً من صور النساء المصريات المنقوشات على جدران المعابد الفرعونية القديمة، تقوم بجلسة تصويرٍ في سقارة أثارت الجدل وتسببت في إحالتها للنيابة العامة تحت دعوى خدش قيم الأسرة المصرية.
نشرت العارضة المصرية سلمى الشيمي مجموعة صورٍ لها مرتديةً الزي الفرعوني في منطقة سقارة على صفحاتها في مواقع التواصل الإجتماعي لتلاقي رواجاً في مواقع التواصل الإجتماعي وجدلاً بين مؤيدٍ ورافض لظهورها بتلك الأزياء التي وصفها البعض بالفاضحة، فيما قامت النيابة العامة بإحالتها للتحقيق.
الشرطة المصرية أعلنت القبض على المصور والعارضة الشيمي وأحالتهم للنيابة العامة بتهمة خدش حياء الأسرة المصرية، وتداولت وسائل إعلام مصرية خبراً مفاده أن الجهات الرسمية أحالت ستة موظفين في القطاع السياحي في سقارة للتحقيق بتهمة السماح بجلسة التصوير.
الدكتور خالد منتصر استنكر الهجوم الذي تعرضت له عارضة الأزياء سلمى الشيمي وأشار للتناقض الذي يعيشه التيار المتشدد في مصر الذي قد لا يبالي بصورة طفلٍ عارٍ ينام على الرصيف ويأكل من القمامة ولا تثير حفيظته بينما ينتفض في وجه عارضةٍ ارتدت الزي الفرعوني الذي يمثل تاريخ وحضارة مصر العظيمة، حيث قال “… في مصرستان ممكن الشعب المتدين بطبعه يتغاضى عن صورة طفل عريان نايم على الرصيف بعد ما تعشى من صندوق قمامة الحارة، وينتفض ولا يستطيع احتمال فوتوسيشن لعارضة أزياء في سقارة!!!! إيه العبارة؟”
وفي سياق حديثه، قال الدكتور منتصر أن لحية بعض المثقفين أصبحت تنمو إلى الداخل والمزاج السلفي ابتلع البلد، في إشارةٍ منه للجو المتدين الذي تعيشه مصر في الوقت الراهن، حيث سبق أن اعتقلت فتياتٌ مصريات بتهمٍ تتعلق بما يسمى خدش قيم الأسرة المصرية عقب ظهورهن في فيديوهات راقصة على مواقع التواصل الإجتماعي وتبرير التيار المتدين للتحرش بدعوى لبس الفتيات الغير المحتشم.
عبد الله رشدي، الداعية الأزهري الذي برر التحرش سابقاً بدعوى استثارة ملابس الفتيات لذكورته، خرج في تعليقٍ مصور على قناته في يوتيوب مستنكراً تساؤلات بعض المثقفين الرافضة لإحالة العارضة الشيمي للتحقيق واتهمهم بالجري وراء شهواتهم، حيث قال أن هذا هو ما يجب أن يحدث ولا يمكن السماح بمثل هذه السلوكيات الفاضحة والخادشة للحياء في بلد مسلم كمصر يعتز بدينه وعاداته وتقاليده.
الصحفي حامد فتحي، وفي تغريدةٍ له على صفحته في تويتر اتهم الحكومة المصرية بتبني التوجه الرجعي لكسب البسطاء، حيث كان نص تغريدته ” الحكومة المصرية تتبنى خطاباً رجعياً لكسب ود أغلبية الناس، لكنها بذلك تخون قيم الدولة والدستور، وتعود بنا لممارسات متخلفة، هل سنحارب الإرهاب الديني بقمع الحريات الفردية؟”
هذا وتشهد مصر في السنين الأخيرة حملة متشددة تجاه المرأة وتنشر إرهاب الأنوثة ، حيث يلجئ التيار الديني لتحريض الشعبوية تجاه مظاهر الأنوثة ، فيما يتوجه محامون متطرفون والسلك القضائي لتنفيذ العقوبات أمام أي ظهورٍ أنثويٍ مشهور في مصر تحت دعاوى حماية قيم الأسرة المصرية.
وتكررت أحداث تدخل الجهات الرسمية ورفع الدعاوى القضائية على ظهور الفنانات المصريات في المهرجانات بلباس أنثوي أو مشاركة أخريات في مظاهر الحياة العامة على طريقتهن، أو ممارستهن لحرياتهن حذواً بالرجال.
الجدير ذكره أن مصر تعتبر واحدة من أهم الوجهات السياحية العالمية لما تزخر به من موروث ماديٍ وإنساني كأقدم حضارات الأرض وأكثرها غنىً، كما تعتبر السياحة فيها واحدةً من أهم موارد وثروات البلاد التي تؤمن العملة الأجنبية للسوق المصرية، حيث تجاوزت إيرادات قطاع السياحة العام 2019 في مصر الثلاثة عشر مليار دولار، فيما يعتبر البعض أن الخطاب الديني المتطرف وقمع الحريات الفردية وتنميط المرأة وفق الوعي الشعبوي يهدد القطاع السياحي مستقبلاً.
الدكتور خالد منتصر كذلك انتقد انجراف الجهات الرسمية وراء الترند والوسوم الأعلى تداولاً في مواقع التواصل ومحالوتها إرضاء التيار المتدين قائلاً في صفحته على فيسبوك ” الهاشتاج يحكم المدينة، ومن النهار ده مافيش حكومة، التريند هو الحكومة”
كما قام الدكتور خالد منتصر بنشر صورة لفتاةٍ تصور نفسها تقبل أبو الهول وعلق عليها ساخراً “كده ما يصحش.. دي جريمة تحرش واضحة بالسيد المبجل المحترم أبو الهول”
هذا وتشهد مصراً واحدةً من أكثر حقباتها جدلاً بين المثقفين المصريين ورجال الدين مع استشراء الأفكار المتطرفة والمعادية للمرأة عقب سقوط حكم جماعة الإخوان في يونيو حزيران 2013 تحت مسمى مؤسسات وتيارات دينية مختلفة.