تقوم السلطات التركية على نحو متزايد في السنوات الأخيرة بفرض الرقابة على المحتوى الرقمي الذي لا يتناسب مع قيم تركيا الدينية والأخلاقية والقيم العائلية. آخر مثال على ذلك، البدء بتحقيق بحق منصة سبوتيفاي من قِبل مكتب المدّعي العام في إسطنبول.
بعض عناوين قوائم التشغيل: “أغانٍ يستمع إليها رجب طيب أردوغان عند شرب العرق،” “أغانٍ استمع إليها الله عندما أخرج آدم من الجنة،” “أغانٍ يستمع إليها النبي عليّ عند القيادة بسرعة عالية،” إضافًة إلى مدونة صوتية بعنوان: ” فندق دولت بهجلي (زعيم حزب الحركة القومية)، علاقة غرامية مع فتاة ترتدي حزام شكيرا،” وفقًا لوكالة بيانيت، فإن ما يثير غضب المسؤولين ليس الأغاني بحد ذاتها، بل عناوين قوائم التشغيل.
قام مستخدم على تويتر بمشاركة عناوين لقوائم تشغيل أخرى منها: “نغمة رنين الله،” أو “لم تسمع حواء إعلان الله عن الفاكهة المحرمة لأنها كانت تستمع لقائمة التشغيل هذه.“
تعلمت سبوتيفاي درسًا من الحس الفكاهي للجيل زد عند إنشاء قوائم التشغيل. لا بد أن مدراءها يمرون بصدمة كبيرة لأنها على الأرجح المرة الأولى التي يواجهون فيها تحقيقًا من هذا النوع.
هذه ليست المرة الأولى التي تجد فيها سبوتيفاي نفسها في مشكلة مع تركيا. ففي مارس/آذار2021 تم أمر المنصة بإزالة “محتوى غير ملائم” من موقعها. في مقابلة مع عرب نيوز تقول الباحثة المساعدة في فريدوم هاوس كاثرين غروث: “إن خدمات البث كمنصة سبوتيفاي تخلق مساحة فريدة من نوعها حيث يمكن للناس التعبير عن أنفسهم والارتباط مع أحبائهم وأصدقائهم من خلال الموسيقا أو المدونات الصوتية، والانخراط في عدة أمور مهمة مثل حقوق الإنسان والسياسة.
أيضًا في أغسطس/آب 2022، أطلق مدير الرقابة في المجلس الأعلى للراديو والتلفزيون التركي تحقيقًَا بشأن مسلسل الرسوم المتحركة Jurassic World Camp Cretaceous من إنتاج نتفليكس. غرّد رئيس المجلس إبوبكير ساهين: “نحن عازمون على حظر المحتوى الذي قد يؤثر سلبًا على أطفالنا وشبابنا ويستخف بقيمنا.” يجسد المسلسل بشكل متكرر شخصيات من مجتمع الميم.
في ديسمبر/كانون الثاني 2021، فرض المجلس الأعلى للراديو والتلفزيون التركي غرامة على منصة نتفليكس بسبب فيلم “More the merrier،” مدعيًا أن حبكته وشخصياته كانت لا أخلاقية. قال مدير الرقابة أن الفيلم “كان مبنيًا على خيال يحتوي على المثلية الجنسية والعلاقات المحرمة بين الأقارب والجنس الجماعي بشكل كثيف.” إلى جانب فرض الغرامة، تم الطلب من منصة البث إزالة الفيلم من منصتها في تركيا.
في 2020، صرّحت نتفليكس أنها لن تتابع العمل مع الإنتاج المحلي لفيلم بعنوان “If only” أو (Simdiki Aklim Olsaydi) لأن المجلس لم يوافق على النصّ حيث إن إحدى شخصياته كانت مثلية الجنس.
في 2019 مُنح المجلس الأعلى للراديو والتلفزيون التركي السلطة لمراقبة قنوات البث عبر الإنترنت مثل المنصات المدفوعة كمنصة نتفليكس أو القنوات العادية و/أو المسجلة على الإنترنت وحتى صنّاع مقاطع الفيديو الهواة في منازلهم. ومنذ ذلك الحين، يحتاج صنّاع البث عبر الإنترنت للحصول على رخصة من المجلس، حيث تفرض المنظمة بشكل متكرر الرقابة أو ترفض المحتوى الذي لا توافق عليه. قدمت نتفليكس طلب رخصة في نفس العام، بينما قامت سبوتيفاي بذلك في أكتوبر/تشرين الأول 2020 بعد تهديد المجلس لهم بالحظر.
هذا المقال، بقلم Arzu Geybullayeva ، ترجمة آلاء صديق، منشور في موقع جلوبال فويسز في سبتمبر / أيلول 2022.