

ارتفاع مستوى سطح البحر يؤرق نصف المصريين
بدأ الفلاحون في هجرة أراضيهم التي ورثوها عن الأجداد، بسبب تركز الملح القادم من البحر إلى مزارعهم؛ فقد تحولت الأراضي الخصبة إلى اللون الأبيض بعدما كانت لسنوات عامرة بالخير.
تواجه منطقة دلتا النيل في مصر، منطقة زراعية مهمة للأمن الغذائي المصري، تهديدًا كبيرًا بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر الذي يسببه تغير المناخ.
يهدد ذلك بفقدان آلاف الأفدنة من دلتا النيل لتصبح غير صالحة للعيش أو الزراعة أو الاستثمار؛ حيث ترتفع مستويات سطح البحر بمقدار 3.2 ملم سنويًا منذ عام 2012 في مصر، مما يهدد بإغراق وتآكل الشاطئ الشمالي للدلتا، ودفع المياه المالحة إلى التربة والمياه الجوفية التي يستخدمها المزارعون في الري، وتعمل درجات الحرارة المرتفعة على تسريع عملية التبخر؛ مما يزيد من تركيز الملح.
تقع دلتا النيل في شمال مصر؛ حيث يصل نهر النيل إلى البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحتها حوالي 20.000 كم مربع.
تقع الدلتا على بعد حوالي 20 كم شمال القاهرة العاصمة، وتمتد شمالًا لحوالي 150 كم.
أما ساحلها فيبلغ عرض الدلتا حوالي 250 كيلومترًا، من الإسكندرية غربًا إلى بورسعيد شرقًا.
تضم منطقة دلتا النيل خمس محافظات رئيسية؛ وهي الدقهلية، دمياط، كفر الشيخ، المنوفية والغربية.
تقع دلتا النيل في شمال مصر؛ حيث يصل نهر النيل إلى البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحتها حوالي 20.000 كم مربع.
تقع الدلتا على بعد حوالي 20 كم شمال القاهرة العاصمة، وتمتد شمالًا لحوالي 150 كم.
أما ساحلها فيبلغ عرض الدلتا حوالي 250 كيلومترًا، من الإسكندرية غربًا إلى بورسعيد شرقًا.
تضم منطقة دلتا النيل خمس محافظات رئيسية؛ وهي الدقهلية، دمياط، كفر الشيخ، المنوفية والغربية.
تعد دلتا النيل واحدة من أقدم المناطق المزروعة على وجه الأرض؛ حيث تدعم 63% من الأراضي الزراعية في مصر؛ فما يقرب من 85% من موارد المياه المصرية (التي يوفرها نهر النيل بشكل رئيسي) مخصصة لري 3.4 مليون هكتار من الأراضي المزروعة في مصر، وحوالي 65% من هذه الأنشطة الزراعية واقعة في منطقة الدلتا، إضافة إلى مصايد أسماك البحيرات التي تضمها دلتا النيل، والتي يخرج منها ما يقارب من 182,525 طنًا، وهو ما يمثل حوالي 12.54% من إجمالي إنتاج الأسماك في البلاد.
وكذلك أهميتها للتنوع البيولوجي؛ حيث تعد دلتا النيل جزءً من أحد أهم طرق هجرة الطيور في العالم؛ ففي كل عام تمر ملايين الطيور بين أوروبا وأفريقيا على طول مسار هجرة شرق أفريقيا، ولكن كل هذا مُهدد بالفقدان؛ فمن المتوقع أن يكون لارتفاع مستوى سطح البحر تأثير كبير على محافظات دلتا النيل؛ خاصة في المناطق الزراعية.
وتشمل المناطق الأكثر تأثرًا بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر أجزاء من محافظات الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ، والتي تقع في الغالب على طول الجانب الشمالي الغربي من الدلتا.
وفي محافظة بورسعيد تعد المناطق الشاطئية هي الأكثر تضررًا، تليها المناطق الحضرية، كما يتأثر قطاع الزراعة أيضًا،
ومن شأن ارتفاع منسوب سطح البحر أن يدمر الأجزاء الضعيفة من الحزام الرملي، وهو أمر ضروري لحماية البحيرات والأراضي المنخفضة المستصلحة في دلتا النيل.
تؤكد ذلك دراسة أجريت على موارد المياه الجوفية العذبة في محافظات دلتا النيل، بأن المياه العذبة انخفضت بشكل ملحوظ بنسبة 18.7% خلال 90 عامًا، بينما زاد حجم المياه المالحة بنسبة 12% تقريبًا، على الرغم من أن محافظات الدلتا متضررة بالكامل بسبب ارتفاع منسوب سطح البحر، ولكن في كفر الشيخ خاصة؛ بدأت آثار التغيرات المناخية في الظهور عليها؛ حيث ابتلع البحر أراضي المزارعين التي ورثوها عن الأجداد، وغزا الملح الأراضي الزراعية؛ ففقدت قيمتها، واضطر المزارعون إلى الهجرة بحثًا عن فرص عمل يستطيعون من خلالها ادخار حفنة من الجنيهات لعلها تؤمن قوت أطفالهم.
يتناول هذا التحقيق المكون من جزأين آثار ارتفاع مستوى سطح البحر على الدلتا في مصر؛ وتحديدًا محافظة كفر الشيخ، وعواقبه على الزراعة، والسيناريوهات الحكومية والتدابير التي يجب اتخاذها للتخفيف من آثاره.
تحقيق: إيمان منير
تصوير: أحمد قابل
تصميم وبرمجة: مصطفى عثمان