هدى عثمان، وتوماس بوردو، وجيك غودين، وماجدالينا هيرفادا

ساهم في إعداد هذا التحقيق: فراس الطويل، فرح جلاد، ظريفة أبو قورة (أريج)، جايك جودين، ثوماس بوردو، شارلوت ماهر (بيلينغكات)، ماريانا أبرو (فوربيدن ستوريز)، ماريا ريتير (بيبر تريل ميديا)


 

أصبح تصوير غزة من السماء من أخطر المهام التي يمكن أن يقوم بها الصحفي؛ فقد قُتل خمسة صحفيين يستخدمون طائرات من دون طيار (درون) في غزة، وأصيب واحد على يد الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الحالية. وقد وثقت أريج وفوربيدن ستوريز وشركاؤهما أنه في كل حالة -باستثناء واحدة- وقع الهجوم على الصحفيين بعد التقاط الصور الجوية.

أحد هؤلاء محمود البسوس، الذي قُتل في غارة جوية في 15 آذار/مارس. كانت فوربيدن ستوريز قد تعاقدت معه لالتقاط صور درون لهذا التحقيق.

وتقود الجزء الثاني من مشروع غزة منظمة فوربيدن ستوريز، التي تتخذ من باريس مقراً لها، وهي منظمة ملتزمة بمواصلة عمل الصحفيين الذين تم إسكاتهم. وانطلاقاً من هذه الروح، وفي تحدٍ لفكرة أن قتل الصحفي يقتل القصة، شرع فريق التحقيق في إكمال ما بدأه بعض صحفيي غزة الذين يعملون بطائرات درون.

ووفقاً لمركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (UNOSAT)، فإن 69 بالمئة من المباني في غزة قد تضررت. وفي حزيران/يونيو 2024، قدّر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، أن الحرب خلّفت 39 مليون طن من الحطام، أي أكثر من 107 كيلوغرامات من الحطام لكل متر مربع. وحتى آذار/مارس 2024، تضرر أو دُمر ما يقرب من 90 بالمئة من المباني المدرسية.

لا يمكن رؤية الحجم الكامل للدمار في غزة من الأرض. في هذا الجزء من المشروع، نوثق ذلك الدمار من “السماء”.

صور درون من غزة قبل وخلال الحرب

المصدر: فوربيدن ستوريز/ محمود البسبوس

المصدر: فوربيدن ستوريز/ محمود البسبوس

استخدمت منظمة Bellingcat -شريكتنا في الجزء الثاني من مشروع غزة- تقنية التصوير الـ “فوتوغراميتري”، وهي تقنية تبني نماذج ثلاثية الأبعاد اعتماداً على الصور الجوية، استخدمناها لتصوير الدمار في المناطق التي قُتل فيها صحفيون كانوا يصورون بطائرات درون، أو تلك التي أصبح التصوير فيها خطيراً للغاية.

أثناء العمل على المشروع، اتبع البسوس بروتوكولاً واضحاً: التحليق بطائرته المسيرة في دوائر متكررة، لتصوير كل موقع من أكبر عدد ممكن من الزوايا. كان الهدف تجميع تلك الصور في نماذج ثلاثية الأبعاد لمخيمي الشاطئ، وجباليا. لأول مرة يتم نشر صور مُولّدة عبر هذه التقنية في غزة منذ بداية الحرب.

يقول جيك غودين، المتخصص في تحديد الموقع الجغرافي وصور الأقمار الصناعية في “بيلينغكات” Bellingcat، إنها طريقة فريدة حقاً للنظر إلى التضاريس: “من الأسهل النظر إلى غزة من خلال صور الأقمار الصناعية، لأنه ليس من السهل الحصول على لقطات من طائرات درون، ولكن عندما تتوفر، فإنها تعطي مستوى أعلى بكثير من التفاصيل”.

ويوضح توماس بوردو، المتطوع في مشروع التوثيق العالمي التابع لـبيلينغكات، ومتخصص في “النمذجة” ثلاثية الأبعاد، إنه “يمكن أن تغطي صور الأقمار الصناعية مساحة كبيرة، ولكن يصعب تفسيرها في بعض الأحيان. توفر اللقطات، على مستوى الأرض، أفضل نظرة ثاقبة لما يعيشه الناس على الأرض، ولكنّها لا تقدم رؤية شاملة للمنطقة”. ويضيف: “هذه النماذج مثلها مثل صور الطائرات المسيّرة التي يتم اشتقاقها منها، قوية جداً لأنها تقوم بالأمرين معاً”.

الشاطئ

جباليا

المصدر: Forbidden Stories/محمود البسوس. نموذج التصوير الفوتوغراميتري : Bellingcat/Thomas Bordeaux.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لتصلك نشرتنا الشهرية إلى بريدك الإلكتروني

لتصلك آخر مواضيعنا على الواتساب اشترك في قناتنا