Getting your Trinity Audio player ready...
|
تزداد عدد المدارس يوميا في السلطنة بما يزيد عن 1044 مدرسة نسبة للتزايد المطرد في أعداد السكان. ومع هذا التزايد الواضح تظهر عدد من المشكلات التي تقف عائقا أمام الإداريين للمنظومة التعليمية لإيجاد حلول مستمرة لها. التسرب الدراسي بات كابوسا يؤرق بعض المناطق النائية والمنعزلة في السلطنة. اذ يتم توقيف الطلاب عن اكمال دراستهم لأسباب مختلفة، غالبا ما ترتبط بثقافة المجتمع أو الاتجاه إلى تشغيل الأبناء في مهن كصيد الاسماك وغيرها. مجموعات بدوية أو رعوية لا تمثل لها المدارس وما توفره من تعليم أقل اهتمام أمام ثقافة الافراد المترسخة منذ الأزمان.
نعيمة الحرمليه – معلمة بمدرسة الغبرة للتعليم الأساسي بمحافظة الشرقية – تقول : سنويا تتوقف بعض الطالبات عن التعلم في المدرسة ، وعند السؤال عن أسباب ذلك يعلمنا الاهالي أنه تم فصلهن لأسباب تتعلق بزواجهن، أو عدم موافقة الأهالي على استمرار تعليم الفتيات بسبب رسوبهن المستمر. هناك عدد من طالباتي ممن يردن مواصلة دراستهن لكنهن لا يعلمن إذا كان ذويهن سيسمحون لهن بمواصلة الدراسة والالتحاق بالتعليم الجامعي . وعند زيارتنا كفريق من المدرسة لمنطقة جبلية قريبة من المدرسة، وجدنا عددا من الطالبات المفصولات من المدارس وأخريات بسن المدرسة وهن يقمن بالرعي والطبخ في المنازل، ومنهن من باتت متزوجة وتربي أطفالا.
وحول اهتمام ومتابعة الوزارة لمثل هذه الحالات تقول : الخيار غالبا متروك للآباء؛ اذا لا تملك الوزارة قرار فرض تعليم هذه الفتيات رغم إلزامية التعليم كقانون في السلطنة.
يقول خليفة بن احمد القصابي – خبيرتربوي بوزارة التربية والتعليم- :هذه الظاهرة لا تشكل جانبا مقلقا للوزارة، وذلك بالنظر الى عدد المسجلين في الصف الأول؛ فإنه يتقارب عددهم عند التخرج بعد 12 سنة, كذلك فإن النظام التربوي في السلطنة يحاصر أسباب التسرب سواء من الجانب الاقتصادي او الجانب الاجتماعي أو نظم التعليم نفسه. اضافة الى حرص المجتمع والاسر على التعليم كونه اساس من أسس الحياة المعاصرة.
وتضيف عميرة بنت سعيد المحروقي – مديرة مدرسة – : لم يعد التسرب الدراسي في السلطنة بنفس الكثافة الموجودة في السبيعنات والثمانينات من القرن الماضي ولكنه قل الى الدرجة التي يمكن تسميتها بأنها لم تعد ظاهرة خصوصا التسرب المتعلق بعدم الالتحاق بالمدرسة , اما ترك المدرسة بعد الالتحاق بها فهو موجود لكنه أصبح اقل حدة “.
هل هناك خطوات علاجية؟
يؤكد القصابي على دور الوزارة وحرصها على اصلاح الاساليب التربوية والمناهج؛ إذ قامت بتحويل الرؤية التعليمة إلى كون الطالب محورا للعملية التعليمية ,كذلك قامت باستحداث وظائف لمتخصصين لعلاج الحاجات النفسية والاجتماعية, كما تسعى الوزارة مع عدد من المؤسسات الاجتماعية للمساهمة في سد حاجات الطلاب . أما الادارة المدرسية؛ فدورها متمثل في احتضان الطالب والتواصل مع أسرته والمتابعة المستمرة لحالات الغياب، ومستويات الطلاب ودراسة العلاقة بين الطلاب والمعلمين. ويضيف: الدور الكبير يقع على عاتق الأسرة؛ إذ أنها هي المستفيد الكبير من هذا المنتج (الطالب)؛ فعليها بمتابعة الطالب وحل المشكلات التي تواجهه سواء في النطاق الأسري ـو النطاق الدراسي، كما عليها عرس عقيدة حب العلم في نفس الطالب، واحترام الطالب نفسه ودراسة حاجاته إضافة إلى أهمية التواصل الدائم مع ادارة المدرسة والإطلاع على أعماله ونتائجه
وتشير المحروقية إلى الدور المناط بالوزارة وإدارات المدارس في سبل التقليل من التسرب الدراسي متمثلة في تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي ومجالس الآباء والمعلمين, وتوعية أولياء الأمور بأهمية التعليم كما أن توعية الطلاب نفسهم وتقديم النماذج الناجحة لهم له دور كبير في غرس قيمة حب العلم لديهم, اضافة وايجاد برامج تعليمية تتناسب مع جميع المستويات .
وتضيف: هناك أهمية بالغة لمكافحة عمالة الطالب كونها سببا من اسباب انتشار هذه الظاهرة, وعلى ضرورة القاء المحاضرات والندوات للأسر حول اهمية الاستقرار العائلي لما له من دور كبير في تعزيز نفسية الطلاب وبالتالي الاستقرار الدراسي , كما انه يجب تطبيق الزامية التعليم الأساسي وعقاب ولي الأمر من لم يكمل ابنه/ابنته التعليم الاساسي .
وتقول ” على المجتمع والاعلام دور كبير في ابراز أهمية العلم والتعليم, ولابد من توعية الطالب عندما يبدأ بالتذمر من المدرسة وانتقاد المعلمين لأن اتجاه الطالب حيال مدرسته وتعلقه بها يعني اجتهاده واهتمامه بالتعليم بسلاسة, أما كثرة شكواه فهي بداية الخيط الذي يقود الى التسرب؛ وبالتالي لابد من معاقبة من يقوم بتشغيل الطلاب من لم يكمل تعليمه الاساسي كأدنى مستوى من التعليم.
متابعة: زينب الربخي وهدى الصارخي